الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعرف الالهية . من الدرس (604 ـ 800) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (671) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (671) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

22/11/2025


الدَّرْسُ (671) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(1800) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةُ : (261) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « فارق بين تعدُّد مراتب الحقيقة والتَّشكيك» ؛ فإِنّ تعدُّد مراتب الحقيقة كمنهج يختلف عن منهج التَّشكيك ؛ فإِنَّ منهج التَّشكيك ، يخلق دائماً تنافي واِصْطِكَاك وتناقض وتضارب وتقاطع بين مراتب الحقيقة الواحدة ، بخلاف منهج تَعدُّد مراتب الحقيقة الفاردة ؛ فإِنَّه يُثْبِت أَنَّ بين مراتب الحقيقة الواحدة : وحدة : (نُظُم)، وَ(نِظَام)، وَ(مَنْظُوْمَة مُتَنَاسِقَة). وإِلى هذا تُشِير بيانات الوحي ، منها : بیان قوله تقدَّس ذکره : [وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ](1). ودلالته قد اِتَّضحت ؛ وأَنَّ حقيقة النُّبوَّة ذات مراتب ودرجات مُتفاوتة بين الأَنبياء عليهم السلام ، أَعلاها ما جُعِلَت لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، بينها وحدة نُظُم ونِظَام وَمَنْظُوْمَة مُتَنَاسِقَة . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهكذا حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ؛ فإِنَّها علىٰ مراتب ودرجات متفاوتة أَيضاً ، بعضها أُعطيت للنَّبي إِبراهيم عليه السلام ، لكن أَعلاها ما مُتِّع به أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، بينها وحدة نُظُم ونِظَام وَمَنْظُومَة مُتَنَاسِقَة أَيضاً. وعليه : قس مُطلق الخير وسائر الكمالات والفضائل ؛ اِصطفائيَّة كانت أَم غيرها ، فإِنَّ ميادينها ومساحاتها تتَّسع إِلى مراتب ودرجات غير متناهية. نظيرها : (النُّور) ؛ فإِنَّه علىٰ مراتب ودرجات في الكم والكيف. وکذا قس مُطلق الشُّرور والرَّذائل ؛ فإِنَّ ميادينها ومساحاتها تتَّسع إِلى دركات غير متناهيَّة. نظيرها : (الظلمة) ؛ فإِنَّها علىٰ مراتب ودرجات في الكم والكيف أَيضاً(2). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الإِسراء: 55. (2) أُكتشف في البحوث الفيزيائيَّة الحديثة : أَنَّ للظلمة مراتب ودرجات من النُّور، وقد أَشار إِلى ذلك بيان دعاء الإِمام زين العابدين عليه السلام : « ... سبحانَكَ تعلم وزن الظلمة ...». بحار الأَنوار، 83: 227. فالظلمة لها وزن؛ لأَنَّ فيها نور