الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعرف الالهية . من الدرس (604 ـ 800) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (664) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (664) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

15/11/2025


الدَّرْسُ (664) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(1800) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةُ : (257) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « لِكُلِّ عِلْمٍ لغته العِلْمِيَّة والمَعْرِفِيَّة التَّوْحِيدِيَّة » ، وعنوان : « لِكُلِّ قُوَّةٍ من قوى المخلوق إِمْكانِيَّةُ إدْرَاكُ الْآيَات الرَّبَّانِيَّة » ؛ فإِنَّه تُسجَّل على مشارب ومدارس البشر المَعْرِفِيَّة بمختلف اِتِّجَاهَاتها ملاحظات وأُمور ، منها : 1ـ إِنَّ في جملة مدارس البشر : مِسَاحَات بعضها بديهيَّة وبيِّنَة ومُحْكَمة ، والأُخرى نظريَّة في عُرْضَةِ الخطأ والإخفاق . 2ـ لا توجد مَدْرَسَة بشريَّة قَطُّ اِسْتَوْعَبَتْ مطلق أَبواب المعارف ، بل وكذا لا توجد مَدْرَسَة منها اِسْتَوْعَبَتْ كافَّة اللُّغات الْعِلْمِيَّة. وعليه : فعلى مَنْ يبتغي التنوُّع والتَّلوُّن والأُفق الشاسع ، وقراءة بيانات الوحي : عدم الْاِنْحِبَاس بمشربٍ ومَدْرَسَةٍ خاصَّةٍ ، بل يُراجع ويَطَّلِع على المدارس المَعْرِفِيَّة واللُّغات العِلْمِيَّة كافَّة ؛ كيما يكون أَقرب للحَقِّ والصَّواب ؛ فإِنَّ لِكُلِّ عِلْمٍ من العلوم ـ كعِلْمِ : الهندسة ، والطب ، والكيمياء ، والفيزياء ، والرياضيَّات ـ لغته المَعْرِفِيَّة الخاصَّة ؛ فالـمُتَخَصِّص بعِلْمِ الهندسة ـ مَثَلاً ـ يمكنه قراءة دلائل توحيديَّة لا يقرؤها المُتكلِّم والفيلسوف والحكيم ؛ لأَنَّ النظام الرِّياضي الهندسي في الكون أَحد آيات عظمة الخلقة الإلهيَّة ؛ ولا يمكن للمُتكلِّم والفيلسوف والحكيم من حيث هو قراءتها بقراءته . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وعلى هذا فقس غيرها من التَّخصُّصَات(1)؛ فإِنَّهم يقرؤن دلائل في التوحيد ـ من خلال المعاجز المُذهلة في عظمة خلقة نسيج الإنسان أَو المكوِّنات الحيوانيَّة في الحيوان أَو في عَالَم النبات أَو البيئة ـ لم يقرءها المُتكلِّم والفيلسوف. وبالجملة : كُلُّ تخصُّصٍ يمكن أَنْ تكون لغته العِلْمِيَّة في المساحات البديهيَّة ، بل والنظريَّة لغة من لغات المعارف. بل ، كُلُّ قُوَّةٍ مِنْ قِوَى الإنسان ، بل من قوى جملة المخلوقات يمكن استخدامها لإِدراك آيات ربانيَّة باهرة دالَّة على عظمة القدرة الإلهيَّة ، بل ولمعاينة عظمة غيب الغيوب سبحانه وتعالى عياناً. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَجْدُرُ الْاِلْتِفَات في المقام إِلى الأَمرين التَّاليين: الأَوَّل : أَنَّ المُتخصِّص ـ في كُلِّ العلوم ـ إِذا لم يَطَّلع على الأُمور والمباحث والبحوث المُستجدَّة فسيتخلَّف لا محالة عن الرَّكب شعر بذلك أَم لا. وهذه قضيَّة مُهمَّة يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات إِليها. الثَّاني : أَنَّ تضخُّم العلوم ـ كـ : عِلْمِ : أُصول الفقه ، والفلسفة ، والكلام ـ تعمقاً وتضخُّماً مضراً وأَمراً سلبيّاً ، بل وجهلاً وذلك إِنْ كان خوضاً في التَّفريعات حَسْبُ ؛ فإِنَّه يُنسي المحاور الأَصليَّة. نعم ، إِنْ تَضَخَّم محوريّاً كان مفيداً ونمواً للْعِلْمِ ؛ لأَنَّه يُصيّر البحث والباحث أَكثر إِحاطة بالمحاور. هذان منهجان مُتشابهان ، لكن بينهما كمال البينونة