الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعرف الالهية . من الدرس (604 ـ 800) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (660) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (660) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

11/11/2025


الدَّرْسُ (660) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(1800) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةُ : (255) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عِلْمُ الكلام لم يكن حربة وقلعة مُهِمَّة للدفاع عن المنهج الحقّ » ؛ فإِنَّ الطَّرح الكلامي لمباحث ومقامات الوصايا والإِمامة الإِلهيَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في عِلْم الكلام أَدنى مستوى من الطَّرح الفلسفي والعرفاني ؛ فإِنَّه يتناول وصايتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وإِمامتهم الإِلهيَّة وينتهي إِلى أَنَّهم بشرٌ عاديون ، نعم ، مفترضو الطَّاعة ، ومُسدَّدون من اللّـه تبارك وتعالىٰ ، ومعهم ملائكة يُسدِّدُوْنَهُم ويُوَجِّهُونَهُم ، ويفتحون صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَوراقاً وصحفاً ورثوها عن سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، ويقرؤنها ويتعلَّمون منها . وقد غفل البحث الكلامي عن علومهم عليهم السلام ومعارفهم الرُّوحيَّة والنًّوريَّة والملكوتيَّة الإِلٰهيَّة ، وانشغلوا بهذا المستوىٰ والطرح الهابط والبحث القشري ، ولم يلتفتوا لواقع البحث وخطورته . بل البحث الفلسفي والعرفاني لأَتباع مدرسة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَإِنْ كان أَرقىٰ من هذا الطَّرح الكلامي ، لكنَّه لم يرتقِ لواقع بحث الوصايا والإِمامة الإِلٰهيَّة الوارد في بيانات الوحي القطعيَّة ، وتاهت أَبحاثهم عن بلورة وهندسة ما ورد في تلك البيانات الوحيانيَّة ؛ فإِنَّهم قالوا : إِنَّ الوصايا والإِمامة الإِلٰهيَّة عصمة روحيَّة ونور ملكوتي ، لكنَّه لا زال دون واقع البحث الَّذي ترسمه بيانات الوحي . وهذا ليس سبّاً وَحَطّاً من مقام أُولئك ، ولا ذماً لعِلْم الكلام ، وإِنَّما بيان واقع ؛ وَأَنَّ عِلْم الكلام لم يكن حربة وقلعة مُهمَّة من حراب وقلاع الدفاع عن المنهج الحقّ ؛ منهج أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَمِنْ ثَمَّ لا يُحبس واقع المعارف بما توصَّل إِليه ، بل وما توصَّل إِليه عِلْم الفلسفة والعرفان ؛ لكون الجميع قراءة ونتاج بشريّ محدود بمحدوديَّة قوىٰ وإِمكانيَّات البشر ، والوقوف على تلك القراءات وذلك النتاج تحجير للعقول وإِماتة للحقائق ، بخلاف نتاج الوحي ؛ فإِنَّه نظام لا يختل ولا يتبدَّل ولا يختلف ولا يتخلَّف أَبداً ، حاوي على قوالب وعلوم ومعلومات ومعارف ومعاني وحقائق غير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور ، وَمَنْ أَتاه عرف من أَين تؤكل الكتف ، ووجد أَنَّ كُلَّ الصّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا ، بل من تقدَّمه غرق في بحر الإِفراط ، وَمَنْ تأَخَّر عنه زهق في برِّ التفريط ، وينتشل من يتمسَّك به من الظُّلمات والغواشي ، ويُخرجه من الحُجُب الظلمانيَّة ، ويُقِرَّ به في عَالَم النُّور والبهاء والسرور والحبور ، وهذا ما تشير إليه بيانات الوحي ، منها : بیان قوله جلَّ قوله : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ] (1) . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بل بيانات الوحي حاوية وشاملة لجملة العلوم والمعارف والحقائق غير المتناهية ، ولا يشذُّ عنها شيئاً أَبداً. فانظر : بیان قوله جلَّ شأنه : [وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ] (2) . وهذه ضابطة وحيانيَّة عامَّة ، جامعة مانعة . وعليه : فينبغي للمخلوق أَنْ لا يتوهَّم بوقوف معارف بيانات الوحي وعلومها ومعانيها وحقائقها عند حدٍّ مُعَيَّنٍ ، وإِلَّا ارتطم بالتَّقصير الجارِّ إِلى الغلوِّ ، على وفق القاعدة : « أَنَّ في كُلِّ تقصيرٍ غلوّاً ، وفي كُلِّ غلوٍّ تقصيراً » ، فتدبَّر جَيِّداً ؛ فإِنَّهما ـ أي : الغلوِّ والتقصير ـ وجهان لعملةٍ وحقيقةٍ واحدةٍ ، وخطورة أَحدهما عين خطورة الآخر ، والنَّجاة في سلوك المنزلة الوسطىٰ (الأَمر بين الأَمرين) ، جادَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، الَّتي لا تُخرج إِلى عِوَجٍ ، ولا تُزيل عن منهج الحقِّ ، نعم هي دقيقة الوزن ، حادَّة اللسان ، صعبة التَّرَقِّي حتى على الحاذق اللَّبيب. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان زيارتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الجامعة : « ... فالرَّاغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمُقَصِّر في حقِّكم زاهق ، والحقُّ معكم وفيكم ومنكم وإِليكم ، وأَنتم أَهله ومعدنه ... » (3) . ودلالته واضحة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقمان: 27. (2) النحل: 89. (3) بحار الأَنوار، 99: 129