مَعَارِف إِلْهِيَّة : (642) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
24/10/2025
الدَّرْسُ (642) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(1800) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةُ : (243) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « المدارس البشريَّة المَعْرِفِيَّة مدارس جموديَّة وقشريَّة وحبوسيَّة » ، وعنوان : « مَدْرَسَة الوحي صَمَّام أَمَان مترامي في عدم التَّناهي وعدم المحدوديَّة » ؛ فإِنَّ مَدْرَسَة الرَّأي ، ومَدْرَسَة الفلسفة ، ومَدْرَسَة العرفان وغيرها من المدارس البشريَّة جموديَّة وقشريَّة وحبوسيَّة ، وصاحبة نتاج بشريّ ضيّق ، فمِنْ جهةٍ هو : نتاج بشريّ في عُرْضَةِ الخطأ والضَّلال والزَّيغ والاِنحراف ، ومن جهةٍ أُخرىٰ : نتاج محدود ومتناهي حبوسيّ قشريّ حشويّ . بخلاف نتاج مَدْرَسَة الوحي الإِلٰهيّ ـ وهي : مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ ؛ فإِنَّه من جهةٍ هو : صَمَّام أَمَان ، ومن جهةٍ أُخرىٰ : مترامي في عدم التَّناهي وعدم المحدوديَّة ؛ وحينئذٍ يكون الاِلتصاق به نَجَاةً من الضلال والزَّيغ والاِنحراف ، ونَجَاةً من ضيق وحبس القدرة البشريَّة والضِّيق والمحدوديَّة . وعليه : تكون العبوديَّة بهذا المعنىٰ : تحرُّر وحرِّيَّة وانطلاق في رحاب غير المحدود وغير المتناهي . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : ، وصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان الرابع : 4 ـ بيان الإِمام الرِّضا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن عَلِيّ بن أَبي حمزة ، قال : « لا تعجب ، فما خفي عليكَ من أَمر الإِمام أَعجب وأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطير أَخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء ، أَفترىٰ الَّذي أَخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطير حين أَخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ، كذلك العَالِم لا ينقصه علمه شيئاً (1) ، ولا تنفد عجائبه»(2). ودلالته واضحة. وهذه الحقيقة(3) ـ كسائر حقائق المعارف والعقائد الإِلٰهيَّة ـ ستتجلَّىٰ في عَالَم البرزخ ، وعَالَم الرَّجعة ، وعَالمَ القيامة ، وعَالَم الآخرة الأَبديَّة وبعدها . فالتفت ، واغتنم تربت يداك. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في نسخة: (شيء). (2) بحار الأَنوار، 26: 190ـ 191/ح2. قرب الإِسناد: 144. (3) إِشارة إِلى ما تقدَّم من أَنَّ حرِّيَّة الرأي المدَّعاة في مدارس البشر هي حبس وسجن، بخلاف السّباحة في بحور الوحي ؛ فإِنَّها حريَّة وتحرّر في غير المتناهي