الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعرف الالهية . من الدرس (604 ـ 800) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (641) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (641) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

23/10/2025


الدَّرْسُ (641) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةُ : (243) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « المدارس البشريَّة المَعْرِفِيَّة مدارس جموديَّة وقشريَّة وحبوسيَّة » ، وعنوان : « مَدْرَسَة الوحي صَمَّام أَمَان مترامي في عدم التَّناهي وعدم المحدوديَّة » ؛ فإِنَّ مَدْرَسَة الرَّأي ، ومَدْرَسَة الفلسفة ، ومَدْرَسَة العرفان وغيرها من المدارس البشريَّة جموديَّة وقشريَّة وحبوسيَّة ، وصاحبة نتاج بشريّ ضيّق ، فمِنْ جهةٍ هو : نتاج بشريّ في عُرْضَةِ الخطأ والضَّلال والزَّيغ والاِنحراف ، ومن جهةٍ أُخرىٰ : نتاج محدود ومتناهي حبوسيّ قشريّ حشويّ . بخلاف نتاج مَدْرَسَة الوحي الإِلٰهيّ ـ وهي : مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ ؛ فإِنَّه من جهةٍ هو : صَمَّام أَمَان ، ومن جهةٍ أُخرىٰ : مترامي في عدم التَّناهي وعدم المحدوديَّة ؛ وحينئذٍ يكون الاِلتصاق به نَجَاةً من الضلال والزَّيغ والاِنحراف ، ونَجَاةً من ضيق وحبس القدرة البشريَّة والضِّيق والمحدوديَّة . وعليه : تكون العبوديَّة بهذا المعنىٰ : تحرُّر وحرِّيَّة وانطلاق في رحاب غير المحدود وغير المتناهي . وإِلى هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّ قدسه : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](1) . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وقد ورد في تفسير: [كَلِمَاتُ اللَّهِ] أَنَّها حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة وتتبعها طبقات حقائقهم المتوسِّطة والنَّازلة ، فتكون علوم مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ومعارفها وشؤونها وفضائلها وكمالاتها ومقاماتها غير محدودة وغير متناهية أَبد الآباد ودهر الدُّهور عبر جملة عوالم الخلقة غير المتناهية. فانظر: بيانات الوحي ، منها : بيان تفسير الإِمام الهادي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وَأَمَّا قوله : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ] فهو كذلك ؛ لو أَنَّ أَشجار الدُّنيا أَقلام والبحر يمدَّه سبعة أَبحر وانفجرت الأَرض عيوناً لنفدت قبل أَنْ تنفد كلمات الله ... ونحن كلمات الله الَّتي لا تنفد ولا تُدرَك فضائلنا ...»(2). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقمان : 27. (2) بحار الأَنوار، 10: 386ـ 390/ح1. تحف العقول: 476 ـ 481