مَعَارِف إِلْهِيَّة : (583) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
25/08/2025
الدَّرْسُ (583) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : ومراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من : (النقطة) أُمورٌ ، منها : أَوَّلاً : نقطة (باء الِاسْتِعَانَة) ، وهي(1) روحها ومركزها ، ولولاها لَـمَا تشخَّصت ، وهي(2) أَوَّل حرف ورد في القرآن الكريم ، ومعناها : أَنَّ جملة العوالم وسائر المخلوقات ـ مؤمنة كانت أَم لا ـ لا يمكنها إِلَّا أَنْ تستعين بالذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وتمدّ حولها وقوتها وفقرها الذاتي ليس إِلَّا منه (جلَّ شأنه) . وهذه الصفة الإِلٰهيَّة والاسم والكمال والشأن الإِلٰهي قد انعكس وظهر وتجلَّىٰ في طبقات حقيقة أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وحقائق سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، فكانت طُرّ العوالم وجميع المخلوقات ـ شعرت بذلك أَم لا ـ لا يمكنُها إِلَّا أَنْ تستعين بتلك الطبقات ، وتمدُّ منها حولها وقوَّتها ، وفقرها الذاتي الخارم لجملة شراشرها ولكافَّة جزئيَّات وذرَّات حقائقها . ثانياً : ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع ضمير (وهي) : (نقطة باء الاستعانة) . مرجع ضمير (روحها) و (مركزها) : (باء الاستعانة) . (2) مرجع الضمير : (باء الاستعانة) .