الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (581) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (581) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

23/08/2025


الدَّرْسُ (581) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (199) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تفسيرٌ آخر لبيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء»» ؛ فإِنَّ هناك وجهاً وتفسيراً آخرا لهذا البيان ، بل ولبيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « أَنَا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة ، أَنا النقطة والخطُّ » ، فإِنَّ مراده (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) من عنوان : (الخطِّ) عِدَّة وجوه ، وصل بنا الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الوجه التالي : الوجه الثَّاني : عدم تناهي صفاته (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وأَسمائِه وشؤونه وأَحواله أَزلاً وأَبداً، فليست لها بداية ولا نهاية ، كحال خطّ محور الدَّائرة المُحيط بمركزها ونقاط محورها ؛ فليست له بداية ولا نهاية . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... لا تجعلونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ؛ فإِنَّ الله (عَزَّ وَجَلَّ) قد أَعطانا أَكبر وأَعظم مِمَّا يصفه واصفكم ، أَو يخطر على قلب أَحدكم ، فإِذا عَرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون ... لا تسمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر ... »(1). 2ـ بيان الإِمام الحسن المجتبىٰ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... أَيُّها النَّاس ، إِنِّي لو قمتُ حولاً فحولاً أَذكر الَّذي أَعطانا الله (عَزَّ وَجَلَّ) ؛ وخصَّنا به من الفضل في كتابه وعلى لسان نبيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لم اُحصه ...»(2). 3ـ بيان الإِمام الكاظم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... لا تعجب ، فما خفي عليكَ من أَمر الإِمام أَعجب وأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطيرٍ أَخَذَ بمنقاره من البحر قطرةٍ من ماءٍ ، أَفَتَرىٰ الَّذي أَخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطير حين أَخَذَ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ... »(3). 4ـ بيان تفسير الإِمام الهادي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وأَما قوله : وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ](4) فهو كذلك ؛ لو أَنَّ أَشجار الدُّنيا أَقلام والبحر يمدّه سبعة أَبحر وانفجرت الأَرض عيوناً لنفذت قبل أَنْ تنفد كلمات الله ... ونحن كلمات الله الَّتي لا تنفد ولا تُدرك فضائلنا ... »(5). ودلالة الجميع واضحة . ... وتتمَّة البحث تأتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 26: 1ـ7/ح1. (2) المصدر نفسه، 10: 142. (3) المصدر نفسه، 26: 190ـ 191/ح2. قرب الاسناد: 144. (4) لقمان: 27 . (5) بحار الأَنوار، 10: 386ـ 390/ح1. تحف العقول: 476ـ 481