مَعَارِف إِلْهِيَّة : (567) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
09/08/2025
الدَّرْسُ (567) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (195) / / هيمنة المخلوق المُتقدِّم وعلوّ كمالاته / هناك قضيَّة يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عليها ، حاصلها : « أَنَّ المخلوق المُتقدِّم والسَّابق رتبةً مَـمَرٌّ للفيض الإِلٰهي للمخلوق المُتأَخِّر واللَّاحِق رتبة ، ومُحيطٌ به ، ومُهَيْمِنٌ عليه » . وهذا التقدُّم والتأخُّر ، والسبق واللُّحُوق ليس بزماني ، بل رتبي وعوالمي . وهذا ما يُشير إِليه بيان القاعدة المعرفيَّة القائلة : « أَنَّ كُلَّ مقامٍ مُتقدِّمٍ مُهَيْمِن على المقام المُتأَخِّر، ومقتضىٰ الهيمنة عِلْوُ كمالات المُهَيْمِن » . وَحَيْثُ إِنْ رأس هرم طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة أَرفع كمالاً ، وأَعلىٰ مقاماً من الصِّفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ المعهودة ، ومَمَرَّ فيض لها فضلاً عمَّا دونها ، ويتصرَّف فيها ، ومُهَيْمِن ومسيطر عليها ومحيط بها ، ونافذ فيها وفي جميع شراشر وجوداتها نفوذ اللَّطِيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارج عنها خروج اللَّطِيف عن الأَغلظ ؛ لا بالمباينة والمزايلة ـ كما تقدم تحقيق جميع ذلك في محله ـ (1). وهناك قاعدة معرفيَّة عقليَّة أُخرىٰ ، من خفايا المباحث المعرفيَّة العقليَّة ، تُذكر في أَبواب المعارف ، وهي : أَنَّه : « كلَّما ازدادت اللَّطَافَة : انعدمت النِّسَب والحُجُب والفواصل والأَبعاد ، واشتدَّ العلم والوجود والحضور ، واشتدَّت الإِحاطة والقدرة ، وكانت نِسبة جميع ما دون شديد اللَّطَافة من العوالم والمخلوقات إِليه نِسْبَة واحدة ، لا سيما إِذا كان شديد اللَّطَافة هو الجوهر المُجرَّد ؛ لأَنَّ نسبته إِليها نِسْبَة تقوُّم » . وهذه معادلة فوق العلوم الرياضيَّة . ومنه يتَّضح : حال طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة ، لا سيما رأس هرمها بلحاظ ما دونها من مخلوقات عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسماء الإِلٰهيَّة الحسنىٰ فضلاً عمَّا دونها . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من اراد الاطلاع على تحقيق هذه القضية فليراجع مبحث : ( علم الحروف وخطورة طبقات حقائق ومقامات أَهْل الْبَيْتِ عليهم السلام)