/ الفَائِدَةُ : (142) /

02/12/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / لو علمت المخلوقات كيف كان بدء الْخِلْقَة لَمَا وقع الخلاف والإِختلاف بينها/ إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « يهلك أَصحاب الكلام ، وينجو المُسَلِّمون ؛ إِنَّ المُسَلِّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد ، وهذا لا ينقاد . أَمَا واللّٰـه ، لو علموا كيف كان أَصل الخلق ما اختلف اثنان »(1). براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّ أَصحاب علم الكلام ومن جرىٰ على شاكلتهم كالفلاسفة والعرفاء والصُّوفيَّة أَسَّسوا بعقولهم النَّاقصة أُصولاً ، وقالوا : هذا الكلام ينقاد ويستقيم ويجري على أُصولنا ، وهذا الكلام لا ينقاد ولا يستقيم ولا يجري على أُصولنا ، لكنَّهم لو علموا كيفية بدؤ الْخِلْقَة وأَنَّ الأَصل فيها أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لالتجأوا إِلى علومهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم) ، وما اختلفوا في شيءٍ ، فلجهلهم بأَصل الْخِلْقَة وحقيقة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ يُثبتون بعقولهم أُصولاً باطلة تنشأ منها مُقدِّمات فاسدة ، يبنون عليها علومهم ومعتقداتهم ، لكنَّهم لو كانوا يعلمون كيفيَّة الخلق وأَصله ؛ وكيفيَّة إِفاضة وحصول العلم والمعلومة ، ومركزيَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في تزريقها وبثِّها ونشرها على جملة المخلوقات وفي كافَّة العوالم غير المتناهية لَـمَا اختلفوا ولا تنازعوا ، ولم يتعرَّضوا لفهم ما لم يُكلَّفوا بفهمه ، ولا يُحيط به علمهم ، ولِاعترفوا بعجزهم وقصور مداركهم ، ولَـمَا ارتطموا بأُمورٍ عرَّضوا من خلالها أَنفسهم للوقوع في الهلكة ، والنَّاجي مَنْ سلَّم باطنه وظاهره لعلوم أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، ونشب أَظفاره بها بكلِّ ما أُتِيَ من قوَّةٍ ، وأَخذ وتعبَّد والتصق بها التصاق متين ؛ كـ : التصاق عرق الوريد بالبدن ، واللَّحم باللَّحم ، والجلد بالجلد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 132/ح23