بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / تفويض جملة أُمور الخلائق لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « لو أُهْدِيَ إِلَيَّ كراع لقبلتُ ، وكان ذلك من الدِّين ، ولو أَنَّ كافراً أَو منافقاً أَهدىٰ إِلَيّ وسقاً ما قبلتُ ، وكان ذلك من الدِّين ... »(1). ثانياً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن إِسماعيل بن عبد العزيز ، قال : « إِنَّ رسول اللّٰـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كان يفوَّض إِلَيه ، إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ فَوَّضَ ... إِلى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ نبيّه فقال : [ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ] (2) ، فقال رَجُلٌ : إِنَّما كان رسول اللّٰـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مفوَّضاً إِليه في الزرع والضَّرع ، فلوَّىٰ جعفرعَلَيْهِ السَّلاَمُ عن عنقه مغضباً ، فقال : في كلِّ شيء ، واللّٰـه في كلِّ شيء »(3). براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ على أَنَّه لَـمَّا كانت طبقات حقيقة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الصَّاعدة وتتبعها طبقات حقيقة ذاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المتوسطة والنَّازلة رأس هرم طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ وبعد إِتحادها والذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة حكاية لا تشخُّصاً ؛ فصارت إِنعكاساً لساحة القدس الإِلٰهيَّة كان كُلُّ ما يصدر من طبقات حقيقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المُقدَّسة صادراً عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ومن ثَمَّ يكون سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مُفوَّضاً إِليه من قِبَل ساحة القدس الإِلٰهيَّة في كلِّ شيءٍ ؛ سوآء كان في تشريع الأَحكام الإِلٰهيَّة أَم في غيرها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 16 : 373/ح83. (2) الحشر : 7. (3) بحار الأَنوار ، 17 : 9/ح16. بصائر الدرجات : 111 ـ 112