/ الفَائِدَةُ : (130) /
28/11/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ داخلة في المخلوقات دخول اللَّطيف في الأَغلظ/ هناك قضيَّة يَجْدُرُ الْاِطِّلَاع عليها وصَرْفِ النَّظَرِ إِليها ، حاصلها : أَنَّه من أَسمآء الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة المُنعكسة في طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : (اللَّطيف) ؛ وحقيقته : أَنَّه « داخل في الأَشياء لا بالمزاولة ، وخارج عنها لا بالمفارقة »(1) فيكون حال طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : « داخلة في جملة العوالم وكافَّة المخلوقات غير المتناهية ، لكن لا بالمزاولة والممازجة ، وخارجة عنها ، لكن لا بالمزايلة والمفارقة ». ومنه يتَّضح : ما ورد في عجز بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... آل مُحَمَّد ... علم الأَنبياء في علمهم ؛ وسرّ الأَوصياء في سرِّهم ؛ وعزّ الأَولياء في عزِّهم كالقطرة في البحر، والذَّرَّة في القفر. والسَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته ؛ يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم بَرّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ... »(2). فَإِنَّهُ بعدما كانت حقيقة الإِمام صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بطبقاتها اللَّطيفة ـ كالإِسم الإِلٰهي (اللَّطيف) ـ داخلة في جميع عوالم الخلقة ؛ وفي جملة ذوات وحقائق المخلوقات دخول اللَّطيف في الأَغلظ لا بالمزاولة والممازجة ، وخارجة عنها خروج اللَّطيف عن الأَغلظ لا بالمزايلة والمفارقة كانت السَّماوات والأَرض عنده صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ كيده من راحته ؛ يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم بَرّها من فاجرها ، ورطبها من يابسها. ومنه يتَّضح : الجمُّ الغفير من بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان زيارة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الجامعة عن الإِمام الهادي صلوات اللّٰـه عليه : « ... السَّلَام عليكم يا أَهل بيت النُّبُوَّة ... ذكركم في الذاكرين ، وَأَسماؤكم في الأَسمآء ، وَأَجسادكم في الأَجساد ، وَأَرواحكم في الأَرواح ، وَأَنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أَحلىٰ أَسمآءكم ، وَأَكرم أَنفسكم ، وَأَعظم شَأنكم ، وَأَجَلّ خطركم ...»( 3). 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مخاطباً جويرية ، عن أَبي عبداللّٰـه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، قال : « أَنَّ جويرية بن عمر العبدي خاصمه رَجُلٌ في فرس انثىٰ فادَّعيا جميعاً الفرس ، فقال أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لواحد(4) منكما الْبَيِّنَة؟ فقالا : لا ، فقال لجويرية : أَعطه الفرس ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، بلا بيِّنة ؟ فقال له : واللّٰـه ، لأَنَا أَعلم بِكَ مِنكَ بِنَفْسِكَ ، أَتنسىٰ صنيعك بالجاهليَّة الجهلاء؟ فأخبره بذلك »( 5 ). ودلالتهما قد اِتَّضحت. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) التوحيد : 360/ح1. (2) بحار الأَنوار ، 25 : 173/ح38. (3) بحار الأَنوار ، 99 : 127/ح4، الزيارة الثانية. (4) في المصدر : (الِوَاحِد). (5) بحار الأَنوار ، 41 : 288/ح11. بصائر الدرجات : 67