/ الفَائِدَةُ : (122) /

27/11/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / معاني : الفاعل الإِبْدَاعي والإِبْدَاع / إِنَّ للفاعل الإبْدَاعي والإِبْدَاع مَعَانٍ عِدَّة ، ينبغي التَّفطُّن إِليها ؛ كيما لا يقع الخلط والْاِلْتِبَاس لدى الباحث والْمُسْتَنْبِط في أَبواب المعارف(1)، منها : 1ـ المُوجِد للشيء لا من شَيْءٍ(2). 2ـ الْمُبْتَكِرُ لا على حذو مثال(3). 3ـ (عَالَم الدَّهر) ؛ وهو عَالَمٌ مُجرَّدٌ عن : الجسم ، والمقدار ، والزمان ، والمكان ، والمادَّة الجسمانيَّة . 4ـ الإيجاد لا من شَيْءٍ ولا علىٰ حذو مثال وشيء . وهذا المعنىٰ قد ركَّزت عليه بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ كثيراً وفي مَوَارِدٍ عَدِيدَةٍ(4). وبالجملة : عنوان : (الإِبْدَاع) الوارد في بيانات الوحي والأَبحاث المعرفيَّة يُستعمل تارة ويُراد منه عوالم المجرَّدات ومخلوقاتها ، ويُستعمل أُخرىٰ ويُراد منه عوالم الأَجسام اللَّطِيْفَة ومخلوقاتها. فَاِلْتَفِت . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من مهارة البحث المعرفي : يقظة الباحث وتفطُّنه لتعدُّد وجوه ومعاني المعارف ومصطلحاتها. (2) أمَّا المُوْجِد للشيء من شيء فليس بفاعل إِبْدَاعيّ ، ولا إِبْدَاع وإِنْ كان فعلاً إِلهيّاً ، بل تخليق. (3) وهذا هو المعنىٰ اللُّغوي ، والمُسْتَعْمَل في العرف العام. (4) على هذا المعنى وكذا الأَوَّل والثَّاني يصحُّ إِطلاق عنوان (الإبداع) على خلق العوالم الجسمانيَّة ـ كالسَّماوات والأَرضين ـ بخلاف الثالث. فعلى المعنى الأَوَّل يكون الباري سبحانه وتعالى بديع السَّماوات والأَرض ؛ لأَنَّها لم تُخلق من شَيْءٍ ، وكذا المعنى الثَّاني ؛ فإِنَّها خُلقت لا على نحو مثال ، وعليهما قس الرَّابع