/ الفَائِدَةُ : (83) /

12/11/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / التَّرابط في إِدارة الأَرض والملكوت / / آدم عليه السلام خليفة بالوكالة عن أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ / إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تعالىٰ : [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ* وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ] (1). 2ـ بیان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، مُخاطباً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... يا عَلِيّ ، إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ فَضَّلَ أَنبياءه المرسلين على ملائكته المُقرَّبين ، وفضَّلني على جميع النَّبِيِّين والمرسلين ، والفضل بعدي لكَ يا عَلِيّ وللأَئِمَّة من بعدكَ ، وإِنَّ الملائكة لخدَّامنا ... لأَنَّ أَوَّل ما خلق الله (عَزَّ وَجَلَّ) : خلق أَرواحنا ، فأَنطقنا بتوحيده وتحميده ثُمَّ خلق الملائكة فَلَمَّا شاهدوا أَرواحنا نوراً واحداً استعظموا أَمرنا فسبَّحنا ؛ لتعلم الملائكة أَنَّا خلق مخلوقون ، وَأَنَّه مُنَزَّه عن صفاتنا ، فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا ونزَّهته عن صفاتنا ... فبنا اهتدوا إِلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده . ثُمَّ إِنَّ الله تبارك وتعالىٰ خلق آدم فأودعنا صلبه وأَمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإِكراماً ، وكان سجودهم للّٰـه عَزَّ وَجَلَّ عبوديَّة ، ولآدم إِكراماً وطاعةً لكوننا في صلبه ... وقد سجدوا لآدم كُلَّهم أَجمعون ... » (2). براهين وحيانيَّة دالَّة ـ بقرينة سجود الملائكة وما شاكله ـ على أَنَّه لا يصلح مَنْ يُدير الأَرض إِلَّا أَنْ يكون هو المدير للملكوت. ودالَّة أَيضاً على أَنَّ خليفة الله عَزَّ وَجَلَّ العادل في الأَرض ليس آدم عليه السلام ؛ فإِنَّه خليفة بالوكالة ، بل قادة إِلٰهيُّون أَرفع مقامات وأَخطر أَحوالاً وشؤوناً ومسؤوليَّات إِلٰهيَّة ، وهم أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، المُشار إِليهم في عديد من بيانات الوحي ، منها : آية المودَّة (3) ، وآية الفيء (4) . ومنه تتَّضح : نُكْتَة ربط الْأَحْكَام الإِلٰهيَّة في النَّشْأَة الأَرضيَّة بمنظومة ملائكة ومخلوقات السَّماوات والأَرضين والآخرة الأَبديَّة وما بعدها من عوالم غير متناهية. وهذا هو معنىٰ : أَنَّ هناك نُظم في ولاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، وولاية فاطمة الزهراء وسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في جملة عوالم الخلقة غير المتناهية ، ومن ثَمَّ جعلت يد ساحة القدس الإِلٰهيَّة إِدارتها بأَيديهم بعد سيِّد الأَنبياء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وهذا منطقٌ وحيانيٌّ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة: 30 ـ 34. (2) بحار الأَنوار، 18: 345ـ 347/ح56. علل الشرائع: 13ـ 14. عيون أَخبار الرِّضا عَلَيْهِ السَّلاَمُ : 144ـ 146. (3) الشورىٰ: ٢٣. (4) الحشر: 7