/ الفَائِدَةُ : (30) /
28/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ضرورة التَّوسُّل بالآيات الإِلٰهيَّة ومرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة/ إِنَّ ما ورد في بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ما لهم قاتلهم الله عمدوا إِلى أَعظم آية في كتاب اللّٰـه فزعموا أَنَّها بِدْعَة إِذا أَظهروها ، وهي : بسم اللّٰـه الرَّحمٰنِ الرَّحيم »(1). ردٌّ على مَنْ قال مِنْ أَصحاب الفرق المنحرفة بـ : « عدم جواز الجهر بالبسملة في قراءة الصَّلاة » ؛ فإِنَّ في البسملة : أَوَّل وأَعظم آية في القرآن الكريم ، وهي : (الباء) أَي : باء الإِبتداء أَو باء الإِستعانه أَو باء التَّوسُّل بـ : (الاسم الإِلٰهي). هذا وقد نفىٰ إِبليس ـ بدعوىٰ : إِقامة التَّوحيد ـ ومَنْ جرىٰ على نهجه ـ كالعرفاء والفلاسفة والوهابية والسَّلفية جليَّة كانت أَم خفيَّة ـ التَّوسُّل بالآية والواسطة الإِلٰهيَّة مع أَنَّها أُس التَّوحيد والمعرفة. وهذه الدعوىٰ ولازمها ـ وهو: اِمكان اِكتناه الذَّات المُقدَّسة ـ نظريَّة أَخذها أَصحاب الفِرَق الإِسلاميَّة المُنْحَرِفة من التوراة المُحرَّفة ، وهى شعار إِبليس . فانظر : بيانات الوحى ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... فقال إِبليس: يا ربّ ، اعفني من السجود لآدم وأَنا أَعبدك عبادة لم يعبدكها مَلَك مُقرَّب ولا نِبِيّ مُرْسَل ، فقال اللّٰـه : لا حاجة لي إِلى عبادتك ، إِنَّما أُريد أَنْ أُعْبَد مِنْ حيث أُريد ، لا مِنْ حيث تُرِيد ، فأَبىٰ أَنْ يسجد ، فقال اللّٰـه تبارك وتعالىٰ: [اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ] (2) ... »(3). فأَراد إِبليس عبادة الباري تعالىٰ من دون وساطة خليفة اللّٰـه بينه وبين الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة ، والحال: أَنَّ التَّوسُّل بخليفة اللّٰـه والواسطة أُس التَّوحيد والمعرفة. وإِلى هذا أَشارت بيانات الوحي ، منها : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، مخاطباً أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... يا عَلِيّ ... وَأَنت السَّبب فيما بين اللّٰـه وبين خلقه بعدي، فَمَنْ جحد ولايتك قطع السبب الَّذي فيما بينه وبين اللّٰـه ، وكان ماضياً في الدرجات [في المصدر: الدركات] ، يا عَلِيّ ، ما عُرِفَ اللّٰـه إِلَّا بي ثُمَّ بِكَ ، مَنْ جحد ولايتكَ جحد الله ربوبيَّته ، يا عَلِيّ ، أَنْتَ علم اللّٰـه بعدي الأَكبر في الأَرض ... فَمَنْ استظل بفيئك كان فائزاً ... »(4). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 82: 21. (2) ص : 77ـ 78. (3) بحار الأَنوار، 11 : 141. تفسير القميّ : 34ـ 35. (4) بحار الأَنوار، 22 : 148/ح141