/ الفَائِدَةُ : (32) /
20/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الْعِلْمُ اللَّدُنِّيّ وعِلْمُ التَّأْوِيل/ إِنّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بـ : (الْعِلْمِ اللَّدُنِّيّ) و (عِلْمِ التَّأْوِيل). فانظر : بيان قوله (جلَّ قدسه) الوارد لبيان قضيَّة الخضر مع النَّبيّ موسىٰ عَلَيْهما السَّلاَمُ : [فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا](1)، وقوله (جلَّ جلاله) بعد ذلك : [سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا](2)، وقوله (جلَّ ثناؤه) في خاتمة هذه القضيَّة : [ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا](3). وتقريب الدلالة مُتوقِّف على بيان مُقَدِّمتين : الأُولىٰ : أَنَّ الثابت في بيانات الوحي ، بل وفي هذا البيان الشَّريف : أَنَّ الخضر عَلَيْهِ السَّلاَمُ من كُمِّل المخلوقات وحُجَّة مُصطفاة ، وقد أَمدَّه اللَّـه عزَّوجلَّ بـ : (الْعِلْمِ اللَّدُنِّيّ) و (عِلْمِ التَّأْوِيل). الثَّانية : أَنَّ الثابت في بيانات الوحي الأُخرىٰ المتواترة ـ منها : ما تقدَّم ـ : أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَئمَّة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بكافَّة ما كان ثابتاً لكُمَّل المخلوقات وزيادة. والنتيجة : أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بـ : (الْعِلْمِ اللَّدُنِّيّ) و (عِلْمِ التَّأْوِيل)(4). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف : 65. (2) الكهف : 78. (3) الكهف : 82. (4) يَنْبَغِي الْاِلْتِفَات : أَنَّ عقليَّة المعصوم عَلَيْهِ السَّلاَمُ وحي ، لكنَّه ليس نبويّاً ، وإِنَّما لدُنِّيّ . والْعِلْمُ الوحيانيُّ أَرقىٰ وأَكمل أَصناف الْعِلْمِ ورأس هرمها. ومن ثَمَّ من الخطأ الفاحش التَّعبير عن حسن تصرُّف المعصوم بـ : (الدهاء) وما شاكله ؛ لكونه ـ والعياذ باللَّـه ـ ليس أَهل تحايل ، بل أَهل حكمة وبصيرة إِلٰهيَّة ثاقبة