/ الفَائِدَةُ : (24) /
19/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / وحي الإِمامة وحي إِلهيّ من دون واسطة/ إِنّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّ وحي إِمامة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وحي إِلٰهيّ من دون واسطة ، بخلاف النُّبوَّة . فانظر : 1ـ بيان أَبي جعفر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن إِسحاق القُمِّيّ ، قال : « قلتُ لأَبي جعفرعَلَيْهِ السَّلاَمُ: جُعِلْتُ فداك ، ما قدر الإِمام ؟ قال : يسمع في بطن أُمَّه ، فإذا وصل إِلى الأَرض ... يتشعَّب له عموداً من نورٍ من تحت بطنان العرش إِلى الأَرض يرىٰ فيه أَعمال الخلائق كُلِّها ، ثُمَّ يتشعَّب له عمود آخر من عند اللَّـه إِلى أُذن الإِمام ، كُلَّما احتاج إِلى مزيد أُفرغ فيه إِفراغاً »(1). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إِنَّ للَّـه عموداً من نورٍ ، حجبه اللَّـه عن جميع الخلائق ؛ طرفه عند اللَّـه ، وطرفه الآخر في أُذن الإِمام ، فإِذا أَردا اللَّـه شيئاً أَوحاه في أُذن الإِمام عَلَيْهِ السَّلاَمُ »(2). 3ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً ، عن صالح بن سهل ، قال : « كنتُ جالساً عنده فقال لي ابتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ اللَّـه جعل بينه وبين الرسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الإِمام رسولاً . قال : قلتُ : وكيف ذاك ؟ قال : جعل بينه وبين الإِمام عموداً من نورٍ ، ينظر اللَّـه به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإذا أراد علم شيءٍ نظر في ذلك النُّور فعرفه»(3). ودلالة ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة. 4ـ بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « إِنَّ لنا مع اللَّـه حالات لا يسعنا فيها نبيّ مرسل ، ولا ملك مُقرَّب»(4). ودلالته قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ يتمتَّعون بوحيٍ ليست فيه واسطة ملك مُقرَّب ـ كجبرئيل وميكائيل وإسرافيل ـ ، بل ولا روح القدس. وهذا النحو من الوحي تنتفي فيه ماهيَّة (مُحمَّد ، وعَلِيّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين) وماهيَّات سائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ ليصحبوا أَسماء إِلٰهيَّة لا تُرىٰ فيها مرتبة من مراتب ذواتهم الشَّريفة. وهذا أَعظم أَنواع الوحي ومراتبه ، ومنه يتغذىٰ روح القدس (حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة) ، فضلاً عن جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عَلَيْهم السَّلاَمُ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بصائر الدرجات ، 2 : 345/ ح1575 ـ 6. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 134/ح9. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ ح1570 ـ 1. (3) المصدر نفسه /ح10. بصائر الدرجات ، 2 : 340 ـ 341/ ح1571 ـ 2. المحتضر : 128. (4) أربعون العلامة المجلسي : 177. الكلمات المكنونة : 101. بتغيير يسير في العبارة. بصائر الدرجات: 23/ب11