/ الفَائِدَةُ : (20) /
18/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عدم اهتمام الكتب الكلامية بامامة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ/ الأَوَّل : (إِمامة سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ) ؛ فإِنَّه مَنْ يُراجع كُتُب علم الكلام لدىٰ الفريقين فسيجد أَنَّها لم تذكرها بشكل وقولبة صريحة ، ولم تُركِّز عليها ، نعم ذكرتها ضمناً ، لكنَّه بحث آخر . مع أَنَّ بحثها كأَحد مقاماته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَمرٌ مُهمٌّ جِدّاً ؛ فإِنَّ نظرة الوحي لسَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ليست كنظرة العلمانيَّة الغربيَّة والنصرانيَّة المُحرَّفة من أَنَّه داعي تنظيري ، أَو داعي رسولي للقضايا الرُّوحيَّة بين الفرد والملكوت فحسب ، وليست له صلة بالمجتمع ، لكن من يُراجع كُتُب مُحدِّثي ومُفسِّري الفريقين فسيجد أَنَّ إِمامته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَمر تسالمت عليه الكلمة ، وهي أَرفع مقاماً ، وأَعلىٰ شأناً ، وأَبلغ خطراً من مقام وشأن وخطر النُّبوَّة والرسالة الإِلٰهيَّتين . وعليه : فإِمامة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الإِلٰهيَّة لا تبتدأ بأَمِير الْمُؤْمِنِينَ وبعد استشهاد سيِّد الأَنبياء صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما وعلى آلهما ، وإِنَّما تبدأ من سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حال حياته في هذه النشأة الأَرضيَّة ، بل قبلها . ومنه يتَّضح : أَنَّ سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وإِنْ كان خاتِم النُّبوَّة، لكنَّه ليس بخاتِم الإِمامة الإِلٰهيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ