/ الفَائِدَةُ : ( 7 ) /
16/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عرض ولاية أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ على جملة المخلوقات/ إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وانَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيَّة ، والولاية للذرِّيَّة الزكيَّة ، والبراءة من أَعدائهم ... »(1). ثانياً : بيان الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... إِي واللّٰـه ، وما مِنْ نَبِيٍّ ولا ملك إِلَّا وكان يدين بمحبَّتنا »(2). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وما خلق اللّٰـه خلقاً إِلَّا وقد عرض ولايتنا عليه ، واحتجَّ بنا عليه ، فمؤمن بنا وكافرٍ وجاحدٍ ؛ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض والجبال (الآية) »(3). رابعاً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ... ولم يبعث اللّٰـه نبيّاً ولا رسولاً إِلَّا وأَخذ عليه الميثاق لمُحمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بالنُّبُوَّة ، ولِعَلِيٍّ بالإِمامة »(4). خامساً : بيان الإِمام أَبي الحسن صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ولاية عَلِيّ مكتوبة في جميع صحف الأَنبياء ، ولن يبعث اللّٰـه نبيّاً إِلَّا بنبوَّة مُحمَّد ووصيّه عَلِيّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما »(5). براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ ـ بمعونة بيانات الوحي الاخرى ـ على : أَنَّه بعدما كانت طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الصَّاعدة وتتبعها طبقات ذواتهم المتوسطة والنَّازلة : نظام عَالَم الخِلقة والوجود والإِمكان على الإِطلاق ، ووسائط الفيض الإِلٰهيّ الوحيدة في قوس النزول ، ووجه اللّٰـه ، والوسيلة الإِلٰهيَّة الفاردة ، والسَّبيل والسَّبب والباب والحجاب والرباط الإِلٰهيّ الأَدنىٰ والحصري في قوس الصعود والنزول بين الخالق ـ المُسَمَّىٰ ـ (تعالىٰ ذكره) ، و جملة العوالم وجميع المخلوقات ، ولخطورة مُحوريَّتهم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في نظام عَالَم الخلقة والوجود والإِمكان ، ولعظمة دورهم عَلَيْهِم السَّلاَمُ في إِدارة شؤون عَالَم المُلك ظاهره وباطنه : كان على مَنْ يُوالي اللّٰـه (علا ذكره) ؛ ويبغي سلوك الجادَّة الواضحة الَّتي لا تخرج إِلى عوجٍ ، ولا تزيل عن منهج الحقِّ ، ويُريد أَنْ ينبثق له نور الحقيقة ، ويتجلَّىٰ عنه ظلام الجهل : لصق وجوده وكيانه ؛ ونشب أَظفاره بجميع مراتبه وطبقات وجوده وحقيقته بجميع مراتبهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) وطبقات ما يمكن منها ، والتَّديُّن بمحبَّتهم ومودَّتهم ، والبراءة من أَعدائهم المشار إِليها في بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : بيان قوله تبارك وتعالىٰ : [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] (6)اِقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ : إِقامة الحُجَّة في بداية الخلقة في عَالَم الذَّرِّ والميثاق على طُرِّ العوالم وسائر المخلوقات ، منهم : سائرالأَنبياء والمرسلين وجملة الملائكة منهم المُقرَّبين ، والسَّماوات والأَرضين والحجر والمدر ؛ من خلال تعريفها بـ : الصراط المستقيم ـ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ـ الموصل لساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والكاشف عن وحدانيَّة وواحديَّة الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، ووحدانيَّة وواحديَّة صفاته وأَسمائه وأَفعاله (جلَّ جلاله). وحيث إِنَّ سلوك الصراط الإِلٰهيّ يحتاج إِلى وسيلة إِلٰهيَّة أَيضاً ؛ وآلة موصلة اقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ أَيضاً : تعريفها بتلك الوسيلة وهي طبقات حقائق أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَيضاً ، الموصلة لساحة القدس الإِلٰهيَّة ، والَّتي يجب الإِلتصاق والتَّشفع بها ، وبعدها طُلب منها المحبَّة والمودَّة ؛ واتِّباع أَصحاب تلك الطَّبقات صلوات اللّٰـه عليهم ؛ وموالاتهم والبراءة من أَعدائهم ، وأُخذت عليهم البيعة بذلك والعهود والمواثيق المُغلَّظة. وهكذا اقتضىٰ العدل الإِلٰهيّ وإِقامة للحُجَّة أَيضاً على المخلوقات : دَرْجَها وكتابتها في صحف الأَنبياء والمرسلين ، ولم يُبعث نبيّاً ولا رسولاً ـ بعدما كانت من أَساسيَّات أُصول الدِّين ـ إِلَّا بنبوَّة سَيِّد الْأَنْبِيَاء ووصاية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِما وعلى آلهما) ، فَمَنْ وفىٰ ببيعته وعهده وميثاقه ـ وهم شيعة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، من طُرِّ العوالم وجملة المخلوقات ، منهم : كافَّة الأَنبياء والمرسلين وسائر الملائكة ـ وآمن وسلَّم لهم ( صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) حتَّىٰ لقي الرحمٰن (جلَّ وعلا) : كَسَبَ رضاه (تقدَّس ذكره) ، وورث الجنان خالداً فيها ونعم المصير ، ومَنْ نَكَلَ وكفر وأَشرك وجحد وأَلحد ولم يفِ ببيعته وعهده وميثاقه المأخوذ عليه في عَالَم الذَّرِّ والميثاق ـ كـ : إِبليس وجنده ـ ولم يؤمن بهم (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ؛ ولم يُسَلِّم لهم وصدَّ عنهم وتكبَّر وتعالىٰ عليهم فعليه غضب الجبَّار (عظمت آلاؤه) ، وورث جهنَّم خالداً فيها وبئس المصير. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 174/ح38. (2) المصدر نفسه ، 14 : 371/ح10. (3) المصدر نفسه ، 47 : 46/ح7. السرائر : 473. (4) بحار الأَنوار ، 24 : 352/ح70. كنز الفوائد : 53 ـ 54. (5) بحار الأَنوار ، 26 : 280/ح24. بصائر الدرجات : 21. (6) الشورىٰ : 23